كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

عباس, وهي أُمٌّ وأُختٌ وجَدٌّذ, ثم قال له: فما قال فيها ابن عباس إن كان لمِثْقبًا"1.
أخبرناه ابن الأعرابي، أخبرنا عباس الترقُّفِي، أخبرنا سليمان بن أحمد الواسطي، أخبرنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، أخبرنا عيسى بن يونس، أخبرنا عباد بن موسى, عن الشعبي.
قال ابن الأعرابي: المِثقَبُ: الرجل العالم الفطن, قال: ومثله العِمِّيْتُ, قال: وأنشدني أبو المكارم:
ولا تَبَغَّ الدهر ما كُفِيتَا ... ولا تُمَارِ الفَطِنَ العِمِّيتَا 2
__________
1 ذكره الهيثمى في: مجمعه: 228/ 47 - 229, في حديث طويل بلفظ "لمتقنًا" بدل "لمثقبًا", وعزاه للبزار, وأخرجه البيهقي في: سننه: 252/ 6, عن عيسى بن يونس بلفظ "لمثقبا" وبلفظ "لمنقبا", والعقد الفريد: 32/ 5 - 33 بلفظ "لمنقبًا"، ولعل هذا كله تحريف من "لمثقبا", وانظر النهاية: "ثقب": 216/ 1، ومادة: "خمس": 79/ 2.
2 اللسان، التاج: "عمت", برواية: "العَمِيت", ككريم, ولم يعز.
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الحجاج أنه قال في خطبة له: "يوشك أن تُدال الأرض منا فلنسكنن بطنها، كما علونا ظهرها، ولتأكلن من لحومنا، كما أكلنا من ثمارها, ولتشربن من دمائنا، كما شربنا من مائها، ثم لتوجدن جُرزًا، ثم ما هو إلا قول الله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} 1.
__________
1 في تهذيب تاريخ ابن عساكر: 63/ 4, باختلاف يسير, وفي العقد الفريد: 123/ 4 و 47/ 5, بلفظه, وذكره ابن كثير في: البداية والنهاية: 123/ 9, بألفاظ متقاربة، والحديث في: الفائق: 446/ 1، وجاء في الشرح: قال المبرد: أرض جرز، وأرضون أجراز، إذا كانت لا تنبت شيئًا، وتقدير ذلك أنها كلها تأكل نبتها, فلا تبقى منه شيئًا، من الجرز، وهو الاستئصال، هو ضمير الشأن، أي ما الشأن إلا قول الله تعالى والآية في سورة يس الآية: 51.

الصفحة 173