ومنه حديث علي قال: "بعثني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, فقال: "لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طلَّسْتَه" 1.
يريد محوته، وبه سميت الخرقة التي تمحى بها الألواح الطَّلَّاسة.
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 504/ 3, والإمام أحمد في: مسنده: 96/ 1، 129, ومسلم في: الجنائز: 666/ 2, كلهم بلفظ: "طمسته" بدل "طلسته", وأخرجه أحمد في: مسنده: 145/ 1, بلفظ: "ولا تمثالاً إلا وضعته".
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عبيدة: "أن ابن سيرين قال: سألته عن قوله: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} 1 , وأشار بيده, فظننت ما قال"2.
حدثنيه ابْنُ مَكِيٍّ، أنا الصَّائِغُ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم، نا سلمة بن علقمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
قَوْلُهُ: فظننت ما قال، معناه علمت ما قال، والظن في كلامهم يتردد بين يقين وعلم وشك وجهل 3، فإذا قوي بيانه سمي علماً، وإذا ضعف كان معناه شكاً، فمن الأول قوله تعالى: {االَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} 4: أي يعلمون ويستيقنون.
ومنه قول دريد بن الصمة:
فقلت لهم: ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرَّدِ
وربما وَكَّدُوا به العلم, فأحلوه محل القسم.
أخبرني أبو عمر قال: أنا أبو العباس ثعلب، أنا سلمة، عن الفراء
__________
1 سورة النساء: 43.
2 أخرجه ابن أبي شيبة في: مصنفه: 166/ 1, والطبري في: تفسيره: 104/ 5, وذكره السيوطى في: الدر المنثور: 167/ 2.
3 س: "بين يقين علم, وشك جهل".
4 سورة البقرة: 46.