كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

أعطيتني ما في رَهَبِك دللتك عليهم، فقلت: قد كُفِيت، ونفضت لها ما في كمي, وانصرفت.
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أبي وائل أنه قال: "شهدت صِفِّين, وبئست الصفون"1.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زيرك، [نا العباس الدوري] 2، نا العباس بن الفضل الأزرق، نا أبو عوانة، نا الأعمش، سمعت أبا وائل يقول ذلك.
قوله: بئست الصفون، إنما أعربه؛ لأنه أجراه مجرى الجمع، وما كان من الواحد على بناء الجمع، فإعرابه كإعراب الجمع, كقولك: دخلت فلسطين، وهذه فلسطون، وأتيت قنسرين وهذه قنسرون، وأنشد المبرد:
وشاهدنا الجل والياسمو ... ن والمسمعات بقصابها 3
ومن هذا قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ, وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} 4, وفي هذا مذهب لهم آخر, وهو أن يعربوا النون فقط, ويجعلونها بالياء في كل حال, كقولك هذه السيلحين ورأيت السيلحين ومررت بالسيلحين.
__________
1 أخرجه ابن سعد في: طبقاته: 96/ 6 عن وكيع، عن الأعمش.
2 ساقط من د, وفي ح: "عباس بن محمد الدوري".
3 الكامل للمبرد: 108/ 2, وعزي للأعشى, وهو في ديوانه: 173 برواية:
"وشاهدنا الورد والياسمين والمسمعات بقصابها"
4 سورة المطففين: 19.

الصفحة 30