كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، نا الزَّعْفَرَانِيُّ، نا عفان، نا أبو عوانة، نا حصين، عن عمرو بن جاوان عن الأحنف.
قوله: أَفِدَ الحج، أي دنا وقته وقرب, قال النابغة:
أَفِدَ الترَحُّلُ غير أن ركابنا ... لما تزل برحالها, وكأنْ قَدِ 1
وقوله: نَشِبُوا في قتل عثمان, يريد أنهم قد وقعوا فيه وقوعًا لا منزع لهم عنه.
يقال: نَشِبَ الرجل منشب سوء، إذا ارتبك في أمر لا مخلص له منه.
ومن هذا قولهم: نَشِبَ الصيد في الحبالة.
فأما الحديث الآخر: "أن الناس لما نَشَّمُوا في أمر عثمان", فهو غير هذا 2.
وفد فسّره أبو عُبَيْد في كتابه، وحكى عن الأصمعي أنه قال: نَشَّمَ القوم في الأمر تنشيماً، إذا تبدَّوا في الشرٍ وأخذوا فيه.
__________
1 الديوان: 93, وشعراء النصرانية: 641/ 2, والفائق: "أفد": 49/ 1, برواية: "برحالنا" بدل" برحالها".
2 أخرجه أبو عبيد في: غريبه: 424/ 3.
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الأحنف: "أنَّه كان أَمْلَط"1.
الأَمْلَط: الذي لا شعر على بدنه إلا على الرأس وموضع اللحية فقط.
__________
1 الفائق: "ملط": 387/ 3, والنهاية: "ملط": 357/ 4.

الصفحة 39