كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

ويقال: قَمَصَتِ الدابة قُِماصاً إذا وثبت، أنشدني أبو عُمَر، عن أبي العباس ثعلب:
ليس خليلي بالملول اللَّاصِي ... ولا كبِرذُونٍ خَصَاه الخاصِي
فلجَّ في ذُعْر وفي قُمَاصِ
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ سليمان: "أنه قال: الجَذع التام التمم يجزئ."1
يرويه ابن أبي شيبة، عن وكيع, عن موسى بن عبيدة، عن سليمان بن يسار.
التَّمَم: التَّام، وأصله تَمَّ، فأظهروا المِيْمَين لما رده إلى الأصل.
يقال: تام وتم بمعنى واحد، قال رؤبة:
في حسَب تمَّ إلى مُتمِّمِ 2
قال سيبويه: قد يبلغ بمضعَّف الكلام الأصل, فيقال: في رادٍّ رادد، وفي ضنوا ضننوا، كقول كعب بن زهير:
مهلًا أعاذل قد جرَّبت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضَنِنُوا 3
وكقول رؤبة:
الحمد لله العلي الأجْلَلِ 4
__________
1 في الفائق: "تمم": 155/ 1: أراد بالتام، الذي استوفى الوقت الذي يُسَمَّى فيه جَذَعًا كله، وبالتمم، التام الخلق، والنهاية: "تمم": 197/ 1, بلفظ: "التمِّ".
2 الديوان: 142, برواية: "في حسب تم إلى متم" وقبله:
"أنت ابن كل سيد خضمِّ"
3 اللسان: "ضنن، ظلل", والنوادر: 44، وعزي فيها لقعنب ابن أم صاحب، ولم أقف عليه في شرح الديوان ط دار الكتب المصرية.
4 لم أقف عليه في ديوانه, ط برلين سنة 1903.

الصفحة 52