كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ مجاهد أنه قال: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} 1 قال: "هو الرَّان".
الرَّان والرَّيْن لغتان، وهو ما يغشى القلب ويتخلله من ظلمة الذنوب، قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} 2. جاء في التفسير: طُبع على قلوبهم.
ويقال: ران يَرِيْن رَيْنًا ورَانًا، كما يقال: عَابَه عَيْبًا وعَابًا، وذامه ذَيْمًا وذَامًا، ومثله مخ رِيْر ورَار: أي رخو رقيق، قال الشاعر:
أَرَار الله مخكِ في السلامى ... إلى كم بالحنين تُشَوِّقِينَا 3
__________
1 ذكره السيوطى في: الدر المنثور: 85/ 1, والآية في سورة البقرة برقم: 81.
2 سورة المصطففين: 14.
3 الجمهرة: 50/ 3, دون عزو برواية: "على من بالحنين تعولينا".
"235" /* وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ مجاهد أنه قال: "من أسماء مكة بكة، وهي أُمُّ رُحْم، وهي أُمُّ القُرَى، وهي كُوثى، وهي البَاسَّةُ"1.
حدثنيه محمد بن نافع, أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، أخبرني جدي، عن داود بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جريح، عن مجاهد.
أخبرني أبو عمر، عن أبي العباس ثَعْلب، عن ابن الأعرابي قال: إنما سميت مكة مكة؛ لأن الشيء فيها ضيق، يقال: مَكَّنِي الشيء إذا ضاق عني, وسميت بكة؛ لأن الناس يَتَبَاكُّون فيها: أي يتزاحمون.
والرُّحْم: الرحمة, يقال: رحمته رَحْمَة ورُحْمًا ومَرْحَمَة.
__________
1 أخرجه الأزرقي في: أخبار مكة: 281/ 1, في حديث طويل.

الصفحة 71