كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

قوله: أَجْبَلْت معناه انقطعت، وأصله أن يحفر الرجل في الأرض حتى إذا بلغ صخرة لا يحيك فيها المعول، قيل: قد أَجْبَلَ: أي أفضى إلى جبل، كما يقال: أكدى، إذا كان يحفر فأفضى إلى كُدْيَةٍ، وهي القِطْعَةُ الصُلْبَةُ من الأرض.
ويقال: أَجْبَلَ القوم، إذا صاروا إلى الجبل، وأسهلوا، إذا صاروا إلى السهل، وأَبَرَّ فلان إذا صار إلى البر، وأبحر إذا ركب البحر، وأفلى إذا صار إلى الفلاة، وألوى إذا صار إلى لِوَى الرمل، وأجدَّ إذا صار إلى الجدد، وعلى هذا القياس.
وأخبرني أبو عمر، عن أبي العبّاس، عن ابن الأعرابي قَالَ: والاعتقام "237" / أن يحفر الرجل البئر، فإذا بلغ موضعاً لا يعمل فيه المعول عدل إلى جانب آخر، فيقال له: ما شأنك؟ فيقول: اعتقمت, قال: ومنه العقم، وهو امتناع الرحم من الولد, يقال: عُقِمت المرأة وعَقُمَت وعَقَمَت.
* وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عكرمة: "أن رجلًا باع من التمارين سبعة أَصْوُعٍ 1 بدرهم, فتبددوه بينهم، فصار على كل منهم حصة من الورق، فاشترى من رجل منهم تمرًا، أربعة أَصْوُعٍ بدرهم, فسأل عكرمة, فقال: لا بأس أخذت أنقص مما بعت"2.
أخبرناه محمد بن المكي، أخبرنا الصائغ، أخبرنا سعيد، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم.
__________
1 س: "آصع".
2 الفائق: "بدد": 89/ 1, والنهاية: "بدد": 105/ 1.

الصفحة 77