كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 3)

يقال: رجل أقلح, وامرأة قلحاء، أو تفلَّحت بمعنى تشقَّقت أطرافها من الفلح، وهو الشق, ومنه قولهم: الحديد بالحديد يُفلَح 1: أي يشق.
وتفسيره على وجهين: أحدهما: أن الحديد إذا أريد شقه وكسره قِطَعًا لم يقاومه إلا الحديد، ولم يقوَ على قطعه شيء سواه.
والوجه الآخر: أن الحديد إنما يشق عن موضعه حتى يستخرج من معدنه بالحديد لا بغيره من فلز الأرض.
"217"/ وقوله: اربدَّت: أي اغبرت, وعلتها رُبدة، وهي لون يخالطها سواد كلون النعام، ولذلك قيل لها الرُّبْد.
__________
1 اللسان: "فلح"، جمهرة الأمثال: 345/ 1، مجمع الأمثال: 11/ 1, المستقصى: 403/ 1.
* وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ كعب: "أنه قال: أول من لبس القباء سليمان بن داود، كان إذا أدخل رأسه في الثياب 1 كَنَّصَت الشياطين"2.
ذكره أبو عُمَر، عَنْ ثَعْلب، عَنِ ابن الأعرابي:
قال: ومعنى كَنَّصَت: حركت أنوفها استهزاء به, يقال للرجل إذا فعل ذلك بصاحبه: قد كَنَّصَ في وجهه.
__________
1 س: "في التُّبَّان".
2 الفائق: "كنص": 283/ 3, والنهاية: "كنس": 203/ 4 " .... كان إذا أدخل الرأس للُبس الثياب كنّست الشياطين استهزاء", يقال: كنّس أنفه إذا حركه مستهزئاً.

الصفحة 8