*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الحسن في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} 1.
"قال: فتنوهم بالنار، قومًا كانوا بِمَذَارِعِ اليمن"2.
يَرْوِيهِ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نا يزيد بن إبراهيم, عن الحسن.
قال أبو عمرو: المَذَارِعُ: البلاد التي بين الريف والبر، قال: وهي المَزَالِف، واحدتها مَزْلَفَة، والبراغيل مثلها، واحدها بِرْغِيل.
قال: وهي مثل الأنبار والقادسية ونحوها, ويقال: إنما سميت مذارع؛ لأنها أطراف البلاد ونواحيها، ومنه مذارع الدابة. واحدها مذراع.
وقوله: "فتنوهم بالنار" معناه أحرقوهم, يقال: فتنت الذهب والفضة إذا أدخلتهما النار؛ لتعرف الجيد من الرديء.
__________
1 سورة البروج: 10.
2 الفائق: "فتن": 87/ 3، والنهاية: "فتن": 410/ 3.
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الحسن: "في الرجل يُحْرِم في الغضب"1.
من حديث ابن أبي شيبة، عن ابن نمير, عن الحجاج, عن الحسن.
يُحرِم معناه يحلف، وإنما سمي الحالف مُحرِمًا؛ لِتَحَرُّمِهِ باليمين، ومنه إحرام الحاج، إنما هو دخوله في حُرْمَة الحج أو حرمة الحرم، وكذلك إحرام المصلي بالتكبير إذا افتتح الصلاة.
__________
1 الفائق: "حرم": 277/ 1.