كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)

وحقِيقَة الكذبِ إنّما يَقع في الإخبار، وهذا الرّجُلُ في هذا ليس (¬1) بمُخْبرٍ عن غَيره.
وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى أَقدارَ الصَّحابة عن الكَذِب، وشَهِد لهم بالصِّدْقِ والعَدَالَة فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (¬2) وفي مَوضعٍ آخر: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} (¬3) رضي الله عنهم.
ولأبي محمد هذا صُحْبَة، واسْمه مسعُود بن زَيدٍ.
وقد يَجرِى الكَذِبُ في كلامهم مَجَرى الخُلْف، قال ذو الرُّمَّةِ:
. . . ما في سَمْعِهِ كذِبُ (¬4)
- (5 في الحديث: "لا يَصْلُح الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ"
قيل: أراد به: مَعاريض الكلامِ الذي هو كَذِبٌ من حَيثُ يَظُنُّه السَّامعُ، وصِدْقٌ من حَيْث يَقوله القائلُ، وإلّا فقد قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (¬6)، {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (¬7).
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعدُ النّاس من خِلاف ما أَمَر الله تعالى به.
¬__________
(¬1) ب، جـ: "غير مخبر"، والمثبت عن أ.
(¬2) سورة الحجرات: 15، والحشر: 8.
(¬3) سورة الحديد: 19.
(¬4) اللسان: (كذب)، ن، وهو في الديوان/ 21 والبيت بتمامه:
وقد توجَّس ركْزًا مُقْفِرُ نَدُسٌ
بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ ما في سَمعِه كَذِبُ
(5 - 5) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ.
(¬6) سورة التوبة: 19، والآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
(¬7) سورة الحج: 30.

الصفحة 27