كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)

(ومن باب الواو مع الجيم)
(وجأ) - في حديث أَبى رَاشِدٍ: "كُنتُ في مَنائخِ أهلى فنَزَا (¬1) منها بَعِيرٌ، فَوَجَأتُه بحدِيدةٍ"
يقال: وَجَأتُه بالسِّكِّين واليَدِ (¬2) وَجْأً؛ إذا غرزتَهما فيه. ووَجَأْتُه وِجاءً: خَصَيتُه.
(3 - ومنه الحديث: "أنه 3) ضَحَّى بكَبْشَيْن مَوْجُوءَيْن" (¬4)
: أي مَنزُوعَى الأُنثَيَين، وفيه دَليل على أنَّ الخَصِىَّ في الضَّحايا غيرُ مَكرُوهٍ؛ وقد كرِهَه بَعضهم لِنقصِ العُضْوِ، وهذا نَقْصٌ ليسَ بعَيْب؛ لأن الخِصاء يَزِيد اللَّحْمَ طِيباً، وينفى عنه الزّهُومَةَ، (¬5) وسُوءَ الرَّائحةِ.
ومنهم من يَرْوِيه: "مَوْجِيَّيْن".
- وفي الحديث (¬6): "فَعلَيْه بالصَّوْم فإنَّه له وِجاءٌ"
¬__________
(¬1) ب، جـ: "فنَدَّ منها بعير"، والمثبت عن أ، ن.
(¬2) أ: "والمد" (تحريف) والمثبت عن ب، جـ.
(3 - 3) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ، ن
(¬4) ن: أي خَصِيَّيْن. ومنهم مَن يَرْويه "مُوجَأيْنِ" بَوزن مُكْرَمَيْن وهو خطأ، ومنهم مَن يَرْوِيه: "مَوْجيَّيْن" بغَير هَمْز على التخفيف، ويكون من وجَيْتُه وَجْياً فهو مَوْجِىٌّ.
(¬5) في اللسان (زهم): الزُّهومة: ريحُ لحم سَمِين مُنتِن.
(¬6) ن: في حديث النكاحِ "فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"
الوجاء: أن تُرضَّ أُنْثَيا الفَحْل رضًّا شَدِيداً يُذْهِبُ شهْوَة الجماع، وَيَتَنزَّل في قَطْعه مَنْزلةَ الخَصِى. وقد وُجىءَ وِجاءً فهو مَوْجُوء.
وقيل: هو أن تُوجَأ العُروقُ، والخُصْيَتان بحالِهما. أراد أنَّ الصَّوْمَ يَقْطَعُ النِّكاح كما يَقْطَعه الوِجَاء على الصحة.
هذا الحديث والذى سبقه جاءا في النسخ المخطوطة (وجى) وأثبتناهما هنا على الصحة.

الصفحة 383