كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)
(ومن باب الواو مع الطاء)
(وطأ) - في حديث عبد الله - رضي الله عنه -: "لا نَتوضَّأ مِن مَوْطَأ"
: أي ما يُوطَأ مِن الأذَى في الطرِيق، وأَصلُه المَوطُوء ومعناه: لا نُعِيدُ الوُضوءَ منه، لا أنهم كانوا (¬1) لا يَغْسِلُونه.
- في حديث النِّساء: (¬2) "عَلَيْهنّ مِن الحقّ ألّا يُوطِئْن فُرُشَكم أحدًا تكرَهُونَه".
: أي لا يَأذَنَّ لِأَحَدٍ من الِرّجَال يَدخل، فيتحدَّث إليْهنَّ. وكان ذلك من عادَاتِ العَرب، لا يَروْن به بَأساً، ولا يَعُدُّونه رِيبَةً، فلما نزلَت آيَة الحِجاب نُهى (¬3) عن ذلك، وليسَ المراد به نَفسَ الزِّنَى؛ لأنَّه مُحرَّمٌ علَى الوُجُوه كلِّها، فلا معنى لاشتِرَاط الكرَاهَة فيه.
(وطب) - (4 في حديث عبد الله بنِ بُسْر (¬5) - رضي الله عنه -: "أتيناه
¬__________
(¬1) أ: "لأنهم كانوا يغسلونه" والمثبت عن ب، جـ، ن.
(¬2) ن: وفي حديث النساء: "ولكم عَلَيْهنّ ألّا يُوطِئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونَه"
: أي لا يأذنّ لأحَدٍ من الرجال الأجَانِب أن يَدْخُلَ عليهِنَّ.
(¬3) ن: فلمّا نزلَت آية الحجاب نُهُوا عن ذلك.
(4 - 4) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ - والوَطِيئة كسفينة: تَمر يَخرجُ نَواه، ويُعجَن بلبن "القاموس: وطىء"
(¬5) ن، وصحيح مسلم - أشربَة / 146 - 3/ 1615 - في حديث عبد الله بن بُسْر: "نزَلَ رسُول الله - صلى الله عليه وسلّم - فَقَرَّبْنا إليه طعاماً، وجاءه بِوَطْبَة فأكَلَ منها"
رَوَى الحُمَيْدِىّ هذا الحديث في كتابه: "فَقرّبْنَا إليه طعاماً ورُطبةً فأكل منها"
وقال: هكذا جاء فيما رأينا من نُسَخ كتاب مسلم: "رُطَبَة" بالراء، وهو تَصْحيف من الرَّاوى. وإنما هو بالواو، وذكره أَبو مسعود الدِّمَشْقِى وأبو بكر البَرْقانِىّ في كتابَيْهما بالواو، وفي آخره. قال النَّضر: الوَطْبَة الحَيْسُ يَجمعُ بين التَّمر والأَقِط والسَّمْن. ونَقَله عن شُعْبة على الصحة بالواو.
قلتُ: والذى قَرَأتُه في كتاب مُسْلم: "وَطْبَة" بالواو. ولعلّ نُسَخَ الحُمَيْدِيّ قد كانت بالراء، كما ذكر - والله أعلم - وعزيت إضافته لابن الأثير في النهاية خطأ.