كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)
(ومن باب الواو مع الّلام)
(ولت) - في قِصَّةِ (¬1) الشُّورَى: "وتُولِتُوا أعمَالَكُم"
: أي تَنْقُصُوها، أرادَ أَنّه كانت لهم أعمالٌ من الجهَاد وغيره فإذا تركُوهَا واختلفُوا نَقصُوها، وفيه لغتان: لَاتَ يَلِيتُ؛ - من قوله تعالى: {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ} (¬2) وأَلَتَ يَألَتُ؛ من قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ} (¬3)؛ وهو في الحديث من أَوْلَتَ يُولِتُ، أَوْ مِن آلَتَ يُولِتُ إن كانَ مَهْمُوزًا.
قال القُتَبِىّ: ولم أسْمَع هذه اللُّغةَ إلّا في هذا الحَديث.
(ولج) - في الحديث عن ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنّ أنَسًا كان يَتَوَلَّجُ على النسَاءِ وهُنَ مُكَشَّفَاتُ الرؤُوسِ"
: أي يَدخُل عليهنّ؛ يُريد أنه لِصِغَرِه كُنّ لا يحْتَجِبْنَ منه.
- في حديث أُمّ زَرع: "لا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ"
: أي لا يُدخِل يدَهُ في ثوبِها ليَعْلمَ (¬4) العَيبَ الذي بها، مِمَّا يُحزن المرأةَ به لو اطَّلع الزَّوْجُ عليه، تَصِفُه بالكَرَم، قاله أبو عُبيْدٍ، وقيل: إنّها تَذُمُّ زَوجَها بأنه لا يتفَقَّدُ أَحوالَ البيتِ وأَهلهِ.
¬__________
(¬1) ن: في حديث الشورى.
(¬2) سورة الحجرات: 14 {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(¬3) سورة الطور: 21، الآية: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}
(¬4) ن: "ليعلم منها ما يَسُوؤها إذا اطَّلَع عَليه، تَصِفُه بالكَرَم وحُسْنِ الصُّحْبة"