كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)
(ولد) - قوله تعالى: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} (¬1)
هو جمعُ وَليدٍ: أي صِبْيَان. وقيل: هو جَمعُ وَلَد كأولاد، ويقع الوَلَد على الواحِد والأكثَر، وعلى الذكَرِ والأنثَى.
والوُلْدُ بمعنى الوَلَد والأَولاد، والِّلدَةُ مِنْ وَلَدَ، كالعِدَة من وَعَدَ، وَأَصْلُه من وِلْدَةٌ، وقيل: التِّلَادُ والتَّلِيدُ من هذا الباب؛ لأنّ أصْلَهما الوَاوُ قلبت تَاءً.
- في الحديث: "واقِيَةً كواقِيَة الوَلِيد" (¬2)
: أي (¬3) كَلَاءَةً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ. وقيل: إنه أرَادَ بالوَليد: مُوسىَ عليه الصّلاة والسلام؛ لقوله تَباركَ وتعالى في قِصِّته: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} (¬4)، كأنّه قال: كما وَقَيْتَ مُوسِىَ شرَّ فِرْعَون، وهو في حِجْرِه، فَقِنى شَرَّ قَوْمى، وأنا بَيْن أَظْهُرِهِم.
- في الحديث: "فتَصَدَّقْت على أُمِّى بِوَلِيدة"
: أي جاريَةٍ صَغِيرة، والوَلائدُ: الوصَائِفُ.
¬__________
(¬1) سورة الدهر: 19، الآية: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}
(¬2) في غريب الحديث للخطابى 3/ 195: أخبرنى أبو عمر، عن أبى العباس ثعلب قال. العرب تقول: "اللهمَّ واقِيةً كواقِية الوَليد" وذكره الهيثمى في مجمعه 10/ 182 عن ابن عمر أن النبى - صلّى الله عليه وسلّم - يقول في دعائه: "واقية كواقية الوليد"، وهو في كنز العمال 2/ 187
(¬3) ن: يعنى الطَّفلَ، فعِيل بمعنى مفعول: أي كلاءةً وحِفْظاً.
(¬4) سورة الشعراء: 18، الآية: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}.
والرأى الثانى هو الذي اتفق عليه المفسرون، وانظر تفسير القرطبى، وزاد المسير لابن الجوزى.