كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)
(هبد) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "زَوَّدتنَا يُمَيْنَتَيْهَا (¬1) مِن الهَبِيدِ"
الهَبِيدُ: (2 الحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويُسْتَخْرَجُ حَبُّه، ويُنْقَعُ، لِتَذْهَب مَرَارَتُه، والهَبْد فِعْل ذلك - والتَّهبُّد والتَّهبِيد والاهْتِبادُ 2) أَخذُ الهَبِيد ومُعَالَجتُه، وصُنَّاعُه الهُبَّادُ والهَوابِدُ.
(هبط) - قوله تَباركَ وتَعالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (¬3)
: أي انْزِلُوا؛ وقد يكون الهبوط الانحِطاطَ من عُلوٍ إلى سُفلٍ، كقَوله تعالى: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} (¬4)
- وفي حديث ابن عبّاسٍ (¬5) - رضي الله عنهما - في تَفْسِير قَوله تعالى وتَقدَّس: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (¬6) قال: "هو الهَبُوطُ".
قال سفيان: هو الذَّرُّ الصَّغِيرُ.
وقال الخطابى: أُرَاهُ وَهْماً، وإنّما هو الهَبُّورُ مِن الهَبْر، وهو القَطْعُ؛ ومنه هِبْرِيَةُ الرَّأسِ، وهي قِطَعٌ صِغَارٌ تكون في الشَّعَر
¬__________
(¬1) أ: "هينقيها" (تحريف) والمثبت عن ب، جـ، وفي ن واللسان (هبد): في حديث عمر وأمّه: "فَزَوَّدَتْنَا مِن الهَبيد"
وجاء الحديث كاملا في النهاية (يمن) والفائق (هبد) 4/ 109
وفي غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 258 (يمن): هكذا جاء الحديث، ولكن الوجه في الكلام أن يكون يُمَيِّنَيْها - بالتشديد، لأنه تصغير يمين، وتصغير الواحد يُمَيَّن - بلا هاء. وإنما قال: يُمَيّنَتَيها، ولم يقل يَدَيْها ولا كفّيها، لأنه لم يرد أنها جمعت كفَّيها ثم أعطَتهما بجَمِيع الكفَّين، ولكنه أراد أنها أعطت كلّ واحد كفًّا واحدةً بيَمينِها، فهاتان يَمينَان.
(2 - 2) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ.
(¬3) سورة البقرة: 61. {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}
(¬4) سورة البقرة: 38، الآية: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(¬5) ن: "وفي حديث ابن عباس في العَصْفِ المأكُول. قال: هو الهَبُوطُ، هكذا جاء في رواية بالطاء"
(¬6) سورة الفيل: 5.