كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 3)

"وهِرَقْل": عَظِيمُ الرُّوم، أوَّل مَن ضَربَ الدنَاِنيرَ، وأحْدَثَ البَيْعَة، وقُوقٌ - أيضاً -: اسم مَلِكٍ لهم.

(هرم) - في الحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى لم يَضَعْ دَاءً إلَّا وَضَعَ له دَوَاءً إلَّا الهَرَمَ"
جعل الهَرَمَ (¬1) دَاءً وإنّما هو ضَعف الِكبَر، وإنما شَبَّهَه بالدَّاءِ لِتَعَقُبه التَّلف، كالأَدْوَاءِ التي يَتَعقَّبُهَا الموَتُ والهَلاكُ، وهذا كقول النَّمِر بن تَوْلب:
ودَعَوْت رَبّى بالسَّلامَةِ جاهِدًا
ليُصِحَّنِى فإذا السَّلامَةُ دَاءُ (¬2)
: أي إن العُمُرَ لمَّا طَالَ به أدَّاه إلى الهَرَمِ، فصارَ بمنزلَةِ المريضِ الذي أدنَفَه الدَّاءُ، وكقَولِ حُميد بن ثَورٍ:
أرَى بَصَرِى قَدْ رَابني بَعْدَ صِحَّةٍ
وحَسْبُكَ دَاءً أَن تَصِحَّ وتَسْلَماَ (¬3)
- في الحديث: "الاستِعاذَةُ من الأهْرَمَينْ، البِنَاء والبِئر" (¬4).
ذكره بعضُهُم بالراء والمعروف بالدَّالِ.
¬__________
(¬1) ن: الهَرَم: الكِبَر. وقد هَرِمَ يهْرَم فهو هَرِم، جَعَل الهَرَمَ دَاءً تَشْبيهاً به؛ لأنَّ المَوْتَ يَتَعَقَّبُه كالأَدْوَاءِ.
(¬2) شعر النمر بن تولب/ 129.
(¬3) ديوان حميد/ 7 برواية:
* أرى بصرى قد رابنى بعد حِدَّة *
يريد أن الصحة والسلامة تؤدَّيه إلى الهرم.
والبيت في اللآلى/ 532 والكامل للمبرد 15، 506 والوحشيات/ 233
(¬4) ن: "اللَّهُمَّ إنْى أعوذُ بِك من الأهْرَمَيْنِ، البِنَاء والبِئر".

الصفحة 495