كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (اسم الجزء: 3)

قال: فقلت له، أنا والجماعة: فيرد أطال الله بقاء الأمير مولانا، بخمسة آلاف درهم، قد أنفقها في الطريق، إلى سوء المنقلب؟.
قال: وكان يعجبه أن يماكس، فيجود مع المسألة، والدخول عليه مدخل المزاح في ذلك، والطيبة، واقتضاء الغرماء بعضهم لبعض، وما أشبه هذا «1» .
قال: فقال: قد طوّلتم عليّ، في أمر هذا الفاعل الصانع، أطلقوا له عن ضيعته بأسرها، ووقّعوا له بذلك إلى الديوان، وعن مستغلّه، وانقلوا من في داره عنها، وتقدّموا بأن تفرش أحسن [146] من الفرش الذي كان نهب له منها، لمّا سخط عليه.
قال: فأكبت الجماعة، تقبّل يده ورجله، وتحلف أنّها ما رأت مثل هذا الكرم قطّ، هذا، مع سوء الرأي فيه، وسوء حديثه، ويقولون: ما على الأرض بغاء أبرك على صاحبه منه.
فضحك، ونفذت الكتب، والتوقيعات، بما رسمه.
فلما كان بعد مدّة، جاء الرجل، وعاد إلى نعمته، وخلع عليه سيف الدولة، ونظر في حوائجه.

الصفحة 177