كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (اسم الجزء: 3)

واللّغة، والنحو، ومحمد بن جعفر بن بسّام، قاضيها، وكان له محلّ من الأدب، واللغة، والشعر، كبير، وكنت منقطعا إليه، ملازما له، أدرس عليه الفقه، فكان أوّل من ائتمنني، ورفع شأني.
فقال لي: يا أبا الحسين، قد قدم أبو العيناء، وأحبّ أن أجمع بينه، وبين أبي خليفة، وننظر أثرهما.
فقلت: عليّ ذلك.
قال: فمضيت، ولقيت أبا العيناء، وعقدت عليه وعدا للحضور، عند ابن بسّام، وعلى أبي خليفة، فاجتمعا.
فأخذ أبو العيناء، في الرواية عن الأصمعي «1» ، ومشاهداته مع المتوكّل «2» ، وابن أبي دؤاد «3» ، وفلان، وفلان، والشعراء.
قال: فأسكت أبو خليفة، فلم ينجرّ معه، ولم يلحق به.
قال: فأثنينا على أبي العيناء، وقرّظناه.
فقال: يا أيّها القاضي، أنا لا أنسى ما كنت أحفظه منذ أربعين سنة.

الصفحة 45