كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

المؤمن أن أبسط له الدنيا وهو أبعد له مني؟ أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب إليه مني؟
ثم تلا: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55 - 56] (¬1).
وروى هو وغيره عن قتادة: أنه قرأ هذه الآية فقال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم؛ فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم، ولكن اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح (¬2).
وروى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ إِذا أَحَبَّ قَوماً ابْتَلاهُمْ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (¬3).
وروى البيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا أَحَبَّ اللهُ عَبداً ابْتلاهُ لِيَسْمَعَ تَضُرُّعَهُ" (¬4).
وفي "مسند الإمام أحمد"، و"صحيح البخاري" من حديثه عن
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 104)، ورواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (1/ 217).
(¬2) انظر: "تفسير ابن كثير" (3/ 248)، و"الدر المنثور" للسيوطي (6/ 104).
(¬3) رواه الترمذي (2396) وحسنه، وكذا ابن ماجه (4031).
(¬4) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (9788)، وكذا هناد بن السري في "الزهد" (1/ 239). قال ابن طاهر المقدسي في "معرفة التذكرة" (ص: 107): فيه يحيى بن عبيد الله بن وهب ليس بشيء في الحديث.

الصفحة 10