كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

وروى الحاكم في "الكنى" عن أبي فاطمة الضمري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِن اللهَ لَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ وَما يَبْتَلِيهِ إِلاَّ لِكَرامَتِهِ عَلَيْهِ" (¬1).
وفي كتاب الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا} [الفجر: 15 - 17].
قال الحسن: أكذبتهما جميعاً.
ثم قال: ما بِالغِنَى أكرمك، ولا بالفقر أهانك. رواه ابن أبي حاتم (¬2).
وقلت: [من السريع]
كَرامَةُ الصَّالِحِ أَنْ يُبْتَلَى ... فِي أَكْثَرِ الأَحْوالِ كَيْ يَضْرَعا
وَيُمْنَعَ الدُّنْيا وَلَذَّاتِها ... خَشْيَةَ أَنْ يَمْرَحَ أَوْ يَرْتَعا
تَعاهَدَ اللهُ تَعالَى لِمَنْ ... يُحِبُّهُ يُوْجِبُ أَنْ يُرْفَعا
فَإِنْ تَجِدْ [أَنَّ بلاءً نزلْ] (¬3) ... فِيكَ فَلا تَسْخَطْ وَلا تَجْزَعا
وَاخْشَعْ لِمَوْلاكَ إِذْ مَسَّكَ الضُّـ ... ـــــرُّ فَإِنَّ القَصْدَ أَنْ تَخْشَعا
¬__________
(¬1) ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 507)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 220).
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10/ 3428).
(¬3) ما بين معكوفتين غير واضح في "أ" و"ت".

الصفحة 12