كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي العالِمِ أَهْلُهُ حَتَّى يُفارِقَهُمْ، وإِنَّهُ يَشْفعُ فِي أَهْلِ دارِهِ وَجِيرانِهِ" (¬1).
وروى أبو نعيم في "الحلية" عن أبي الدرداء، وابن عدي في "الكامل" عن جابر رضي الله تعالى عنهما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي العالِمِ أَهْلُهُ وَجِيرانُهُ" (¬2).
وروى البيهقي في "الدلائل" عن كعب: أنه قال لأبي مسلم؛ يعني: الخولاني: كيف تجد قومك لك؟
قال: مكرمين مطيعين.
قال: ما صدقتني التوراة إذن؛ ما كان حكيم في قوم إلا بَغَوا عليه وحسدوه (¬3).
وروى ابن عساكر عن محمد بن جُحادة: أن كعباً لقي أبا مسلم الخولاني، فقال: كيف كرامتك على قومك؟
قال: إني عليهم كريم.
قال: إني أجد في التوراة غير ما تقول.
¬__________
(¬1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/ 291)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 329).
(¬2) رواه ابن عدي في "الكامل" (6/ 367) مرفوعاً وموقوفاً عن جابر -رضي الله عنه-، وقال: الموقوف أصح.
(¬3) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 395).

الصفحة 16