كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53].
وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الصحيحين: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرافِي فِي أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي" (¬1).
وأمثال ذلك كثيرة.
وقال الفضيل بن عياض: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي - يعني: وادي مكة - وكان أمثل أهله يومئذ، فقلت له: إن كنت تظن أنه على وجه الأرض شر مني ومنك فبئسما تظن. رواه ابن الجوزي (¬2).
وفي "حلية أبي نعيم" عن محمد بن واسع رحمه الله تعالى: أنه نظر إلى ابن له يخطر بيده، فقال له: تعال! ويحك! تدري ابن من أنت؟ أمك اشتريتها بمئتي درهم، وأبوك فلا أكثر الله في المسلمين ضَرْبه، أو نحوه (¬3).
وعن محمد بن أسلم الطوسي رحمه الله تعالى: أنه كان يقول: والله الذي لا الله إلا هو ما رأيت نفساً تصلي إلى القبلة شراً عندي من نفسي (¬4).
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6035)، ومسلم (2719) عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
(¬2) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (2/ 240)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 101).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 350).
(¬4) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 244).

الصفحة 21