كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

واعتاد التجار أن يكتبوه على أحمالهم في الأسفار لتحفظ، يتبركون باسمه، ولم أجد لهذا أصلاً، لكنهم لم يفعلوه إلا بإلهام الله تعالى (¬1)، فهي فضيلة أخرى لهذا الكلب، وكل ذلك بسبب نسبته إلى قوم صالحين.
وفي "معجم الطبراني الأوسط" - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف: 22]؛ يعني: أصحاب الكهف.
قال: أنا من أولئك القليل: مكسلمينا، ويملخاء؛ وهو المبعوث بالورِق إلى المدينة، ومَرطولس (¬2)، وبتْيونِس، ودرْدُونِس، وكفاشْطَيطوس، ومَنطُواسَبْيُوس؛ وهو الراعي، والكلب اسمه قطمير، دون الكردي وفوق القبطي (¬3).
¬__________
(¬1) قلت: لو وقف المؤلف عند قوله: "ولم أجد لهذا أصلاً" لكان حسناً، وأما التماسه العذر لفعلهم ذلك بالإلهام من الله تعالى، فليس من شأن أهل العلم وتحقيقهم، والله أعلم.
(¬2) في "أ": "مرطونس" بدل "مرطولس".
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6113). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 53): فيه يحيى بن أبي روق، وهو ضعيف.
وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/ 422): أما الكلام الأول: "أنا من أولئك القليل" فصحيح عن ابن عباس، وأسماؤهم هذه فليست بمحفوظة عن ابن عباس.

الصفحة 33