كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أرِقاً من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففَرَّقه (¬1).
وقالت سعدى بنت عوف امرأة طلحة رضي الله تعالى عنه وعنها: لقد تصدق طلحة يوماً بمئة ألف (¬2)، ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه (¬3).
وقالت أيضاً: كانت غلة طلحة كل يوم ألفاً وافياً، وكان يسمى طلحة الفياض (¬4).
وقال سعيد بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: كان للزبير بن العوام -رضي الله عنه- ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، وكان يقسمه كل ليلة، ثم يقوم إلى منزله وليس معه شيء منه (¬5).
روى ذلك كله أبو نعيم.
وفي نفس الأمر ما كان غنى هؤلاء إلا حجة على جميع الأغنياء الذين لم ينفقوا أموالهم.
¬__________
(¬1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 89).
(¬2) في "ت" و"أ": "بألف".
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 88).
(¬4) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 88)، وكذا الحاكم في "المستدرك" (5615).
(¬5) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 90).

الصفحة 39