كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

وَإِنَّ مِنْ عِبادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لا يُصْلِحُ إِيْمانَهُ (¬1) إِلاَّ السَّقَمُ، وَلَوْ أَصْحَحْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ؛ وَذَلِكَ أَنِّي أُدَبِّرُ عِبادِيَ بِعِلْمِي بِقُلُوبِهِم؛ إِنيِّ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (¬2).
وفي "حلية أبي نعيم" عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى: أنه قرأ في بعض الكتب: إن الله سبحانه يقول: يا ابن آدم! أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني بما يصلحك؛ إني عالم بخلقي (¬3).
واشتهر بلفظ: أطعني فيما أمرتك؛ فما أعلمني بما يصلحك.

* فائِدَةٌ سابِعَةَ عَشْرَةَ:
قد علم من قول الله تعالى في حديث أنس رضي الله تعالى عنه المذكور آنفاً: "إِنِّي أُدَبِّرُ عِبادِيَ بِعِلْمِي بِقُلُوبِهم" أن العبرة بصلاح القلب، ومن ثم قال: "وَإِنَّ مِنْ عِبادِي مَنْ لا يُصْلِحُ إِيْمانَهُ إِلاَّ كَذا".
والإيمان محله القلب؛ فصلاحه وفساده في القلب.
¬__________
(¬1) في "ت" و"أ": "لا يصلحه".
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (ص: 9)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (2/ 232)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 318)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 247)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 96) مع بعض الاختلاف في الألفاظ والتقديم والتأخير والتطويل والاختصار بين الروايات. وضعف إسناده ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" (ص: 359).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حيلة الأولياء" (4/ 27).

الصفحة 45