وعلَّقهُ البخاري موقوفًا (¬1).
وروى الدينوري في "المجالسة" عن الحسن: أنه نظر إلى القراء وهم على باب ابن هبيرة، فقال: ما أجلسكم ها هنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء؟ أما والله ما مخالطتكم مخالطة الأبرار، تفرقوا فرق اللهُ بين أرواحكم وأجسادكم، خصفتم نعالكم، وشمرتم ثيابكم، وجززتم رؤوسكم، فضحتم القراء فضحكم اللهُ، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيما عندكم، فأبعد الله مَنْ أَبْعَد (¬2).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن الحسن: أنه رأى على باب بعض الأمراء هؤلاء الذين يُقَالُ لهم القراء، فقال: ما يجلسكم على أبواب هؤلاء [ .... ] (¬3) لا والله ما هذه مجالس الأبرار.
وروى الدينوري، وأبو نعيم عن داود بن أبي هند قال: مكتوب في صحف إبراهيم عليه السلام: يا دنيا! ما أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم، وتزينتِ لهم، إني قذفت في قلوبهم بغضكِ والصدود عنكِ، وما خلقت خلقا أهون عليَّ منكِ، كل شأنك صغير، وإلى الفناء
¬__________
(¬1) رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 126)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 141)، وذكره البخاري (1/ 19) معلقاً.
(¬2) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ض: 78).
(¬3) كلمة غير واضحة في "م".