كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]؛ أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: "لا، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُوْمُ وَيتَصَدَّقُ وُيصَلّي، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ أَنْ لا يُقبَلَ مِنْهُ" (¬1).
والحكمة في ذلك أنهم لا يرون أنفسهم أهلاً للقرب، ولا أعمالهم أهلاً للقَبول، ويرون أنفسهم مقصرين في حق الله تعالى.
وقال الحسن: كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر، ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله. رواه الإِمام عبد الله بن المبارك في "الزهد"، وغيره (¬2).
وروى أبو نعيم عن سفيان الثوري رحمه الله: أنَّ عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - ضرب بيدهِ على بطنه، فقال: بطني بطيء عن عبادة ربه، متلوث بالذنوب والخطايا، يتمنى على الله منازل الأبرار بخلاف أعمالهم (¬3).

* تَتِمَّةٌ:
روى ابن ماجه، والحاكم وصححه، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ يَسِيْرَ الرِّيَاءِ
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (6/ 159)، والترمذي (3175)، وابن ماجه (4198)، والحاكم في "المستدرك" (3486) والبيهقي في "شعب الإيمان" (762).
(¬2) رواه ابن المبارك في "الزهد" (1/ 6)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: 284).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 287).

الصفحة 467