كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

ولا تعب ولا مشقة [على أبدانهم، ولا مخالفة لأهوائهم] (¬1)، وهذا ما لا يكون (¬2).
وروى أبو القاسم إسحاق الختلي في "الديباج" عن ثور بن يزيد -أيضًا- قال: مكتوب في بعض الكتب: القلب المحب لله يحبُّ النَّصَب لله، فلا تظن يا ابن آدم أنك مدرك رفعة البر بغير مشقة (¬3).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن خالد بن شوذب قال: شهدت الحسن وأتاه فرقد رحمهما الله تعالى، فأخذ الحسن بكسائه فمدَّه إليه، فقال: يا فريقد! يا ابن أم فرقد! إن البر ليس في هذا الكساء، إنما البر ما وقع في القلب، وصدَّقهُ العمل (¬4).
وروى أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليْسَ البِرُّ في حُسْنِ اللّبَاسِ وَالزِّيِّ، وَلَكِنَّ البِرَّ السَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ".
ومن فوائد الحديث المذكور: أنَّ من صفات الأبرار إِيثار الخفاء والخمول على الشهرة والنباهة، حتى لا يعرفهم الناس، ولا يهتمون بشأنهم، وهذا علامة الولاية والقرب، والاعتناء بهم من الله
¬__________
(¬1) زيادة من "حلية الأولياء" (6/ 94).
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 94).
(¬3) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 93).
(¬4) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: 267) لكنه قال: "إنما التقوى" بدل: "إنما البر".

الصفحة 471