كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

ثيابكم، وجززتم شعوركم، فضحتم القراء فضحكم الله، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم، فأبعد الله من أبعد (¬1).

- ومنها: الخفاء، وإسرار الأعمال الصالحة، وخصوصاً الذكر:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيْرُ الذكْرِ الخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرزْقِ مَا يَكْفِيْ".
رواه الإِمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي في "الشعب" من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - (¬2).
وروى أبو داود، والترمذي، والنسائي عن عقبه بن عامر - رضي الله عنه -، والحاكم وصححه، عن معاذ - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْجَاهِرُ بِالقُرْآنِ كَالجِاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ" (¬3).
وروى الإِمام أحمد، وابن حبان، والحاكم وصححاه، عن أبي ذر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ جُهْدُ الْمُقِلّ إِلى فَقِيْر في سِرِّ" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 151)، وقد تقدم ولكن عزاه للدينوري.
(¬2) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (1/ 172)، وابن حبان في "صحيحه" (809)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (552).
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (2/ 358)، وابن حبان في "صحيحه" (3346)، والحاكم في "المستدرك" (1509) لكن عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

الصفحة 476