كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

لَهُمْ رَبُّهُمْ} [آل عمران: 195].
ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء لمن أضافوه: "أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ" (¬1)؛ لأنهم إذا أكلوا دعوا لصاحبه؛ لأنَّ من السّنة الدعاء للمضيف وللمحسن، ودعاؤهم ترجى إجابتهُ.
وروي عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر - رضي الله عنه - ذات ليلة يحرس، فرأى مصباحاً في بيت؛ إذا عجوز تنفش صوفًا وتقول: [من الرجز]
عَلَىْ مُحَمَّدٍ صَلاةُ الأَبْرارْ ... صَلَّىْ عَلَيْهِ الطيبوْنَ الأَخْيارْ
قَدْ كُنْتُ قَوَّاماً بِذا بِالأَسْحارْ ... يا لَيْتَ شِعْرِيْ وَالْمَنايا أَطْوارْ
هَلْ تَجْمَعَنيْ وَحَبِيْبِيَ الدَّارْ ...
تعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجلس عمر - رضي الله عنه - يبكي.
وفي رواية أنه قال لها: لا تنسي عمر، فقالت:
وَعُمَرُ فَاغفِرْ لَهُ يا غَفَّارُ (¬2)
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (3854)، وصحح الإِمام النووي إسناده في "رياض الصالحين" (ص: 235).
(¬2) رواه ابن المبارك في "الزهد" (1/ 363).

الصفحة 483