كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 5 - 6].
قال قتاده في قوله: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدمًا قدمًا إلا من عصم الله. رواه ابن جرير (¬1).
وقال ابن عباس: يقدم الذنب ويؤخر التوبة. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الأمل"، والبيهقي في "الشعب" (¬2).
وروى ابن جرير عنه أنه قال: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}؛ يعني: الأمل، يقول: أعمل ثم أتوب (¬3).
وهذا حال أكثر الناس إلا من عصمه الله تعالى، فيقدم [نية المعصية والعمل السيئ، ويؤخر] (¬4) نية البر والعمل الصالح، كما قال تعالى حكايته عن يوسف عليه السلام: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53].
فطول الأمل للعمل الصالح والاستكثار من البر والخير محمود من صفة الأبرار، وطول الأمل لمتابعة الهوى وتحصيل شهوات الدنيا والاستكثار من الأغراض العاجلة مذموم من صفة الفجار.
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "التفسير" (29/ 177) عن قتادة، عن الحسن.
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" (ص: 140)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10673).
(¬3) رواه الطبري في "التفسير" (29/ 177).
(¬4) زيادة من المحقق.

الصفحة 491