كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

الطبراني، والبيهقي عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - (¬1).

* فائِدَةٌ خامِسَةَ عَشْرَةَ:
روى البغوي في "معجم الصحابة"، والبزار، والطبراني، وابن السَّكَن في "صحاحه"، وابن منده، وصححه ابن حجر، وغيره، عن أبي طويل شطب الممدود (¬2) - رضي الله عنه -: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيت رجلًا عمل الذُّنوبَ كُلّها فلم يترك مِنها شيئًا، وهو مع ذلك لم يَتركْ حاجةً ولا داجةً إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال: "أليْسَ قَدْ أَسْلَمْتَ؟ " قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا رسول الله، قال: "نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السيِئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ حَسَنَاتٍ كُلَّهُنَّ"، قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: "نعمْ"، قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى (¬3).
هذا الحديث: فيه دليل على أن البر لا يضر صاحبه ما تقدمه من
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 168)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5803).
(¬2) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة" (3/ 349): قال البغوي: أظن أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير: أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - طويلاً شطبا. والشطب يعني في اللغة: المدود؛ يعني: فظنه الراوي اسمًا، فقال فيه: عن شطب أبي طويل.
(¬3) رواه البغوي في "معجم الصحابة" (1/ 349)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7235)، وانظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 144).

الصفحة 498