وأبلغ من ذلك: ما رواه الطبراني، وأبو نعيم عن أبي البَخْتَري قال: أصاب سلمان جارية، فقال لها بالفارسية: صلي، قالت: لا، قال: فاسجدي واحدة، قالت: لا، قيل: يا أبا عبد الرحمن! ما تغني عنها سجدة؟ قال: إنها لو صَلَّتْ صَلَّتْ، وليس من له سهم كمن لا سهم له (¬1).
وروى أبو نعيم عن أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني عبد الخالق ابن جبير قال: سمعت أبا موسى الطرسوسي يقول: ما تفرغ عبدٌ لله تعالى ساعة إلا نظر الله إليه بالرحمة (¬2).
وكذلك من نوى أن يتشبه بهم، ويقتدي بهم لا يحرم بركتهم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الصحيحين: "وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (¬3).
وقلت: [من مجزوء الرجز]
انْوِ مُعاناةَ الْجَوَىْ ... فِيْ حُبِّ أَرْبابِ الْهَوَىْ
تَلْحَقْ بِهِمْ فَإنَّما ... لِكُل مرءٍ ما نَوَىْ
يا مَنْ رَوَىْ حَدِيْثَهُمْ ... ما الْمُهْتَدِيْ كَمَنْ غَوَىْ
وَلا الَّذِيْ أتَىْ بِما ... أتَوْا بِهِ كَمَنْ رَوَىْ
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6054)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 206). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 294): فيه ضرار بن صرد أبو نعيم، وهو ضعيف جداً.
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/ 10).
(¬3) تقدم تخريجه.