كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

التأويلات، واعتل بذلك العاصون (¬1).
ثم يقول: واغماه من فتنة العلماء! واكرباه من حيرة الأدلاء (¬2)!
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن مالك بن دينار: أنه سمع عبد الله بن غالب الحذاء يقول في دعائه: اللهم إني نشكو إليك سفه أحلامنا، ونقص علمنا، واقتراب آجالنا، وذهاب الصالحين منا (¬3).
وروى أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الوليد قال: سمعت ابن حَلْبَس - يعني: يونس بن ميسرة بن حَلْبَس - ينشد هذا البيت عند الموت: [من الكامل]
ذَهَبَ الرِّجالُ الصَّالِحُونَ وَأُخِّرَتْ ... نَتَنُ الرِّجالِ لِذا الزَّمانِ الْمُنْتِنِ (¬4)

* فائِدَةٌ هِيَ تَمامُ عِشرينَ فائِدَةً:
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن يزيد بن ميسرة رحمه الله تعالى قال: قال الحواريون: يا مسيح الله! انظر إلى بيت الله ما أحسنه!
¬__________
(¬1) كذا في " أ" و"ت"، وفي "صفة الصفوة": "بزلل العاصين".
(¬2) انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: 108).
وهذا الخبر في "صفة الصفوة" لابن الجوزي (4/ 359) يرويه السري عن عابد.
(¬3) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 247).
(¬4) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 251).

الصفحة 51