كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

{وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
روى ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وَصَلَوَاتٌ} [الحج: 40]؛ قال: صلوات أهل الإسلام؛ تنقطع إذا دخل عليهم العدو، وتنقطع العبادة من المساجد (¬1).
قلت: وفي قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40 - 41] إشارة إلى أن الله تعالى إنما يدفع العدو عن المسلمين بمن ينصره، وهم الصالحون كما يدل عليه إبداله (¬2) من قوله: {مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40] قولَه: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ. . .} [الحج: 41] إلى آخره، وهذه صفة الصالحين، وبهم ينصر الله ويدفع.
وقد روى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله! الرجل يكون حامية القوم، أيكون سهمه وسهم غيره سواء؟
قال: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ابْنَ أُمِّ سَعْدٍ! وَهَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور"للسيوطي (6/ 60)، ورواه الطبري في "التفسير" (17/ 177).
(¬2) غير واضحة في "أ"، و"ت".

الصفحة 54