كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

فقال: إنهم يقاتلون معنا بسهام نافذة وهم في فرشهم؛ يعني: الدعاء.
وما أحسن ما قيل: [من الوافر]
أتهْزَأُ بِالدُّعاءِ وَتَزْدَرِيهِ ... وَما يُدْرِيكَ ما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَّيْلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ ... لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انْقِضاءُ (¬1)

* تَنْبِيهٌ:
كما أن الله تعالى يحفظ الأرض من الفساد، ويغيث العباد ويرزقهم وينصرهم بالصالحين؛ كذلك تفسد الأرض وتخذل الخلق وتقحط بفساد المفسدين وإصرار المصرين.
قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
قال ابن عباس في تفسير الفساد في الآية: نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا (¬2).
وقال السدي في قوله: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]: بما عملوا من المعاصي (¬3). رواه (¬4) ابن أبي حاتم.
¬__________
(¬1) نسب البيتان للإمام الشافعي، كما في "ديوانه" (ص: 3).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 496).
(¬3) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 497).
(¬4) كذا في "أ"، و"ت"، ولعل الصواب: "رواهما".

الصفحة 56