كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

طلبِ العلم، أو الحديث لمن حَسُنَت فيهِ نيتُهُ (¬1).
وقال الشافعي رحمه الله تعالى: أخشى على من طلب العلم بغير نيَّة أن لا ينتفعَ بهِ (¬2). رواهما البيهقي في "المدخل".
ومهما لم تتيسر لهُ نية صالحة فلا يترك الاشتغال بالعلم، بل يأخذ في الاشتغال، ويتحرى تحصيل النية، فقد كان من السلف من يقول: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله (¬3).
وقال مجاهد رحمه الله: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نيَّة، ثمَّ رزقَ اللهُ تعالى النيةَ بعدُ.
وفي رواية: وما لنا فيه نيَّةٌ (¬4).
وقال حبيب بن أبي ثابت رحمه الله تعالى: لقد التمستُ - أو: التمسنا - هذا العلم وما نريدُ بهِ، ثمَّ رزق الله نيةً بعدُ.
وفي رواية: لقد طلبتُ العلمَ وما لي فيه نية، ثمَّ رزق الله نورَ النيَّة بعدُ (¬5).
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 309).
(¬2) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 325).
(¬3) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 93)، ونسبه لسفيان الثوري رحمه الله تعالى.
(¬4) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 327).
(¬5) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 327).

الصفحة 566