كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

وقال محمد بن إسحاق رحمه الله: جاء قوم إلى سماك بن حِرب رحمه الله يطلبون الحديث، فقال جلساؤُهُ: ما ينبغي لك أن تحدثَ هؤلاء، ما لهؤلاء رغبة ولا نية، فقال سماك: قولوا خيرًا، قد طلبنا هذا الأمر ولا نريدُ الله به، فلما بلغتُ حاجتي دَلَّني على ما ينفعني، وحجزني عما يَضُرُّني (¬1).
روى هذه الآثار البيهقي في "المدخل".
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: طلبنا العلمَ للدنيا، فدلنا على تركِ الدنيا. رواه الخلال، ومن طريقهِ أبو الفرج بن الجوزي في "صفة الصَّفوة" (¬2).
وروى الطبراني في "الكبير" - ورجاله مُوَثَّقُون - عن فَضَالة بن عُبيد - رضي الله عنه -: أنه كان إذا أتاه أصحابه قال: تدارسوا، وأبشروا، وزيدوا زادكم الله خيرًا، وأحبكّم وأحبَّ من يحبُّكم، ردُّوا عليَّ المسائل؛ فإن أجر آخرها كأجر أولها، واخلطوا حديثكم بالاستغفار (¬3).
وما أحسن قول الحافظ أبي الحجاج الزي رحمه الله تعالى: [من المتدارك]
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 326).
(¬2) انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (4/ 145).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 229). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 161): ورجاله موثقون.

الصفحة 567