كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

ورواه البيهقي في "المدخل" موقوفًا بإسناد حسن (¬1).
وروى الطبراني عن معاوية - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِيْ الدِّيْنِ، وَإِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ" (¬2).
وعلقه البخاري في "صحيحه" (¬3).
وروى الدينوري عن ابن داب قال: جاء رجل إلى أبي ذر - رضي الله عنه - فقال: إني أريد أن أتعلم العلم وأنا أخاف أن أضيعه ولا أعمل به، فقال: إنك أن تَوسَّدَ العلم خير من أن تَوسَّدَ الجهل.
ثم ذهب إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه -، فقال له مثل ذلك، فقال له أبو الدرداء - رضي الله عنه -: إنَّ الناس يبعثون على ما ماتوا عليه من قبورهم، فيُبعثُ العالمُ عالماً، والجاهلُ جاهلاً.
ثم جاء إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال له مثل ذلك، فقال له أبو هريرة - رضي الله عنه -: ما أنت بواجد شيئًا أضيع له من تركه (¬4).
وليبدأ في طلب العلم بالأهم ثمَّ الأهم، حتى إذا اخترمته المنية
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 270).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 395). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 128): فيه رجل لم يسم، وعتبة بن أبي حكيم، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وأبن حبان، وضعفه جماعة.
(¬3) انظر: "صحيح البخاري" (1/ 37).
(¬4) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: 293).

الصفحة 573