كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

بِذاتِ اللهِ فَيُطِيعُهُ" (¬1).
وروى أبو داود - بإسناد حسن - والبيهقي عنها رضي الله تعالى عنها قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذا أَرادَ اللهُ بِالأَمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ؛ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أَعانَهُ.
وَإذا أَرادَ غَيرَ ذَلِكَ جَعَلَ وَزِيرَ سوءٍ؛ إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ, إنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ" (¬2).
قلت: المراد بوزير الصدق: الوزير الصالح؛ لأن الصدق يهدي إلى سائر أعمال البر والصلاح.
وقوله: "إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَه"؛ أي: ذكره بالله تعالى، وبأمره، وثوابه وعقابه، وجنته وناره.
وإن ذكر الله تعالى أعانه على طاعته سبحانه.
ومما يدل على استحباب طلب الوزير الصالح للذكر والتذكير قول موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: 29 - 34].
قال عروة: سمعَتْ عائشة رضي الله تعالى عنها رجلاً يقول: إني
¬__________
(¬1) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/ 16)، والديلمي في "مسند الفردوس" (6063).
(¬2) رواه أبو داود (2932)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 111). قال النووي في "رياض الصالحين" (ص: 144): إسناده جيد.

الصفحة 61