كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

رواه الإمام مالك، والشيخان، وأبو داود (¬1).
واعلم أنه يحتج بسيدنا يوسف عليه السلام، وبكل مملوك صالح على من لم يكن كذلك كما تقدم نظير ذلك في صلحاء الأغنياء.
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن مجاهد قال: ويجاء بالعبد يوم القيامة فيقول له: ما منعك أن تكون عبدتني؟
فيقول: ابتليتني، فجعلت علي أرباباً فشغلوني.
فيجاء بيوسف عليه السلام، فيقال: أنت كنت أشد عبودية أم هذا؟
فيقول: بل هذا.
فيقول الله تعالى: لم يمنعه ذلك أن عبدني (¬2).

* فائِدَةٌ خامِسَةٌ وَثلاثونَ:
روى الطبراني في "الأوسط" - بإسناد حسن - عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي الدُّنْيا جَعَلَ اللهُ لَهُ نُوراً يَومَ القِيامَةِ إِنْ كانَ صالِحاً" (¬3).
ففي هذا الحديث إشارة إلى أن استكمال الأعمى للكرامة يوم
¬__________
(¬1) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2/ 981)، والبخاري (2408)، ومسلم (1664)، وأبو داود (5169).
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1220)، وكذا ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/ 13) وقال: بشر بن إبراهيم الأنصاري منكر الحديث.

الصفحة 77