كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 3)

بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، وكل سوء جزينا به؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " غَفَرَ الله لَكَ يا أَبا بَكْرٍ! أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ يُصِيبُكَ اللأْواءُ؟ "
قال: بلى.
قال: " فَهُوَ ما تُجْزَوْنَ بِهِ" (¬1).
قوله: كيف الصلاح؛ أي: كيف صلاح الحال واستقرار النفس بعد نزول هذه الآية: فإن ظاهرها أن الله تعالى يجازي يوم القيامة على كل عمل سوء، فأخبره - صلى الله عليه وسلم - أن المؤمن يجازى بما يعمله في الدنيا بما يصيبه من مرض أو تعب، أو حزن، أو غير ذلك.
وقد روى الإمام أحمد، والبزار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت أبا بكر يقول (¬2)، والحاكم (¬3) عنه: أنه سمع الزبير رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيا ".
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (1/ 11)، وأبو يعلى في " المسند " (98)، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (ص: 350)، وابن حبان في "صحيحه" (2910)، والحاكم في " المستدرك " (4450)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (9805).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (1/ 6)، والبزار في "مسنده" (21).
(¬3) رواه الحاكم في " المستدرك" (6340).

الصفحة 92