كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 3)

وقصرَ (¬1)، وبإتمامِ عثمانَ وعائشةَ -رضي الله تعالى عنهما (¬2) -، وبما ثبتَ أنَّ الصحابةَ -رضي الله تعالى عنهم - كانوا يسافرونَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنهم القاصرُ، ومنهمُ المُتِمُّ، ومنهمُ الصائِمُ، ومنهُمُ المُفْطِرُ، لا يَعيبُ بعضُهم على بعض (¬3).

2 - وذهبَ أبو حنيفةَ وأصحابهُ إلى أنهُ عزيمةٌ (¬4).
واستدلّوا بما رواهُ الزهريُّ عن عُروةَ عن عائشةَ - رضي الله تعالى عنها - قالت: أَوَّلَ ما فُرِضَتِ الصَلاُة رَكْعَتينِ رَكْعَتين، فزيدَ في صلاةِ الحَضَرِ، وأُقِرَّتْ صلاةُ السفر (¬5).
وبما روى عِمرانُ بنُ الحُصَينِ -رضي الله تعالى عنه- قال: حَجَجْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يصلَّي رَكْعتين، وسافرتُ مع أبي بكرٍ - رضي الله تعالى عنه -، فكانَ يصلَّي ركعتين حتى ذهب، وسافرتُ مع عُمَر -رضي الله تعالى عنه-، فكان يصلَّي رَكعتين حتى ذهب، وسافرتُ مع عثمانَ -رضي الله تعالى عنه-، فكان يصلِّي رَكعتين ستَّ سنين، ثم أتمَّ بنا (¬6).
¬__________
(¬1) رواه الإمام الشافعي في "اختلاف الحديث" (ص 290)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 141).
(¬2) انظر: "بداية المجتهد" لابن رشد (1/ 121)، و"المغني" لابن قدامة (2/ 52).
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) انظر: "المبسوط" للسرخسي (1/ 239)، و "بدائع الصنائع" للكاساني (1/ 91).
(¬5) رواه النسائي (454)، كتاب: الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة؟، والإمام الشافعي في "مسنده" (156)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (35992)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4454)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 143)، وهذا اللفظ البيهقي. ورواه البخاري (1040)، ومسلم (685) نحوه.
(¬6) رواه الترمذي (545)، كتاب: أبواب العيدين، باب: ما جاء في التقصير في =

الصفحة 10