كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 3)

عشرينَ ومئةٍ قال: تُرَدُّ الفَرائِضُ إلى أَوَّلِها، فإذا كثرتِ الإبلُ، ففي كل خمسينَ حُقَّةٌ (¬1).
وبقولِ عليٍّ وابنِ مسعودٍ أخذَ أبو حنيفةَ، والثوريُّ (¬2)، وبالأولِ أخذَ جمهورُ أهلِ العلمِ، وإليه ذهبَ الشافعيُّ ومالكٌ (¬3).
وأجابوا عن هذه الأحاديث المعارضة:
أما حديثُ حَمَّادٍ، فمنقطعٌ بين أبي بكرِ بنِ حزمٍ وبينَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: إنه مع ذلك غلطٌ.
قالَ أحمدُ بنُ حنبلٍ: ضاعَ كتابُ حَمّادِ بنِ سلمةَ عن قيسِ بنِ سَعْدٍ، وكان يحدثُهم من حفِظه (¬4)، أي: هذا سببُ خطئه.
وكذا قال عليُّ بنُ المدينيِّ: ضاعَ كتابُ حَمّادِ بنِ سلمةَ (¬5) عنْ قيسِ بنِ سعدٍ في طريق مَكَّةَ، فكتبَها من حفظه (¬6).
قالوا: ويدلُّ على الغلطِ أنَّ الزُّهْرِيَّ روى كتابَ عمرِو بنِ حزمٍ عن
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 359)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2262)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 92)، وهذا لفظ البيهقي.
(¬2) انظر: "الهداية" للمرغيناني (1/ 99)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (2/ 27)، و"شرح فتح القدير" لابن الهُمام (2/ 176)، و"الاستذكار" لابن عبد البرّ (3/ 183).
(¬3) انظر: "الأم" للشافعي (2/ 4)، و"الحاوي الكبير" للماوردي (3/ 80)، و"المجموع" للنووي (5/ 326)، و"مغني المحتاج" للشربيني (1/ 369)، و"القوانين الفقهية" لابن جُزَيّ (ص 73)، و"بداية المجتهد" لابن رشد (1/ 189)، و"الاستذكار" لابن عبد البرّ (3/ 182 - 183).
(¬4) انظر: "الضعفاء الكبير" للعقيلي (1/ 20)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 94).
(¬5) "ابن سلمة": ليس في "أ".
(¬6) انظر: "نصب الراية" للزيلعي (2/ 344).

الصفحة 375