كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 3/ 1)
تحية المقام النبوي ومناجاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (¬1)
" من قصيدة ألقاها أمام المقام النبوي سنة 1331 هـ"
أُحَيِّيكَ والآماقُ تُرْسِلُ مَدْمَعا ... كأَنّيَ أَخدو بالسَّلامِ مُوَدِّعا (¬2)
وما أَذمُعُ البُشْرى تَلوحُ بِوَجْنَةٍ ... سِوى ثَغْرِ صَبًّ بالوِصالِ تَمتَّعا
وَقَفْتُ بِمَغنًى كانَ يا أشْرَفَ الوَرى ... لِطَلْعَتِكَ الحُسْنى مَصيفًا ومَرْبَعا (¬3)
فَذا مَوْقِفٌ لا مَسْتُ فيهِ بأَخْمُصي ... أَجَلَّ مِنَ الدُّرِّ النَّضيدِ وأرْفَعا (¬4)
وذلِكَ مَرْقًى كُنْتَ تَصْدَعُ فَوْقَهُ ... بِما حازَ في أقْصى البَلاغَةِ مَوْقِعا
وذاكَ مُصَلًّى طالَما قُمْتَ قانِتًا ... بِهِ، وَيقومُ الصَّحْبُ خَلْفَكَ خُشَّعا (¬5)
وذي حُجْرةٌ كانَ الأمينُ يَؤُمُّها ... بِوَحْيٍ فَكانَتْ للشَّريعَةِ مَنْبَعا
¬__________
(¬1) ديوان الإمام محمد الخضر حسين "خواطر الحياة".
(¬2) الآماق: جمع المأق: مجرى الدمع من العين.
(¬3) المغنى: المنزل. المصيف: المكان يقيمون فيه صيفاً. المربع: الموضع يُقام فيه فصل الربيع.
(¬4) الأخمص: القدم، أو ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.
(¬5) القانت: القائم بالطاعة، الدائم عليها، والمصلي.
الصفحة 311