كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 3/ 1)

مشاهداتي في الحجاز (¬1)
ألِمَجدٍ لا يَنالُ الْقاطِنينْ ... وَدَّعَ الصّحْبَ وحَيَّا الظَّاعِنينْ (¬2)
شامَ في وِجْهَتِهِ يُمْناً وَلَوْ ... زَجَرَ الطَّيْرَ لَمَرَّتْ باليَمينْ (¬3)
لا تَلوما في النَّوى مَنْ هاجَهُ ... لِلنَّوى لا عِجُ شَوْقٍ في الْكَنينْ (¬4)
شاقَهُ الْبَيْتُ وَقَبْرُ المصْطَفى ... ورُبوعُ الخُلَفاء الرَّاشِدينْ (¬5)
سارَ شَوْطًا وَهْوَ لا يَدْري أفي ... حُلُمٍ أمْ فى زمانٍ لا يخونْ
ذَكَرَ "الخِضْرَ" و"موسى" إذْ أتى ... مَجْمَعَ الْبحْرَيْنِ مُرْتادَ السَّفين (¬6)
¬__________
(¬1) ديوان الإمام محمد الخضر حسين "خواطر الحياة".
(¬2) الظاعن: السائر.
(¬3) شام البرق: نظر إليه أين يقصد، وأين يمطر. اليمن: البركة. زجر الطير: تفاءل به، يقال: فلان يزجر الطير: أي: يعافها، وهي أن يرمي الطائر بحصاة، أو أن يصيح به، فإن ولاه في طيرانه ميامنة، تفاءل به، وإن ولاه مياسرة، تطير منه. والشاعر يقول: لو زجر الطير، فهو لم يزجرها, لأن ذلك ضرب من الطيرة المنهي عنه.
(¬4) النوى: البعد. الكنين: المستور، ويراد به: القلب والضمير.
(¬5) شاقه الحب: شوقه إليه. البيت: الكعبة المشرفة بيت الله الحرام.
(¬6) الخضر: صاحب النبي موسى - عليه =

الصفحة 321