كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 3/ 1)

ومن أثر النصرانية: ما ظهر في شعر؛ كقول امرئ القيس يصف كلاب الصيد وقد أدركت فرسه:
فأدركنه يأخذن بالساق والنسا (¬1) ... كما شبرق (¬2) الولدان ثوب المقدس (¬3)
يشير إلى ما كان ولدان النصارى يفعلونه بالراهب الذي يقدم من بيت المقدس؛ إذ يأخذون من مسحه (¬4)، وهو لابسه، خيوطاً للتبرك بها.
ومن هذا الباب قول امرئ القيس يصف بقر الوحش:
فآنست سرباً من بعيد مكانه ... رواهب عيد في ملاء مهدب (¬5)
يشير إلى ما كانت الراهبات يلبسنه في الأعياد من الملاء والأنسجة الطويلة الأذيال.
ومما ظهر منه عادة إيقادهم المشاعل في عيد الفصح قول أوس بن حجر:
عليه كمصباح العزيز يشبه ... بفصح ويحشوه الذبال المفتلا
وصف أوس في هذا البيت رمحه، وشبه سنانه بالمصباح يوقده رئيس النصارى في عيد الفصح (¬6).
¬__________
(¬1) عرق من الورك إلى الكعب.
(¬2) شبرق: مزق.
(¬3) من قدس الرجل؛ أي: أتى بيت المقدس.
(¬4) المسح: ثوب الراهب.
(¬5) الملاء - بالضم -: ثياب، واحدة ملاءة. والمهدَّب: ذو أهداب؛ أي: خمل.
(¬6) الفصح الكبير للنصارى يزعمون أن المسيح قام فيه بعد الصلب بثلاثة أيام =

الصفحة 43