كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 3/ 1)

وأشار حسان في قصيدة له في الجاهلية إلى ما كان يصنعه ولائد النصارى من نظم الأكلة في عيد الفصح بقوله:
قد دنا الفصح والولائد (¬1) ينظـ .... ـنَ سراعاً أكلَّة (¬2) المرجان

* الموحدون من العرب:
في العرب أفراد كانوا قبل البعثة على عقيدة التوحيد:
منهم: زيد (¬3) بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، فقد اعتزل الأوثان، واجتنب أكل ما يذبح على الأنصاب. روى البخاري في "الجامع الصحيح": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح (¬4) قبل أن يُنْزَلَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ، فقدمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سفرة لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه (¬5).
ومنهم: أبو قيس صرمة بن أبي أنس صرمة بن مالك من بني النجار، كان ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، وهمَّ بالنصرانية،
¬__________
= {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157].
(¬1) جمع وليدة، وهي الصبية.
(¬2) جمع إكليل، وهو عصابة تزين بالجواهر.
(¬3) هو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل، وهو أبو سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة.
(¬4) واد بظاهر مكة في طريق التنعيم.
(¬5) لم يرد في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من هذه السفرة، وقال الخطابي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل مما يذبحون على النصب للأصنام. ويأكل ما عدا ذلك، وإن لم يذكر اسم الله؛ لأن الشرع لم يكن نزل بعد.

الصفحة 44