كتاب التوبة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
87 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَعَلِيِّ بْنِ جَبَلَةَ:
فخذلكَ مِنْكَ عَلَى مُهْلَةٍ ... وَمُقْبِلُ عَيْشِكَ لَمْ يُدْبِرِ
وَخَفْ هَجْمَةً لاَ تَقَيِلُ الْعَثَارَ ... وَتَطْوِي الْمَوْرُودَ عَلَى الْمصْدَرِ
وَمَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّ الرَّعِيلِ ... يضمك فِي حَلْبَةِ الْمَحْشَرِ.
88 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ, خَرَّاطُ الْعَنْبَرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَإِلَى جَانِبِي أَعْرَابِيٌّ، وَهُوَ سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ طَوَافَهُ, جَاءَ إِلَى الْمَقَامِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ بِحِذَاءِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِلَهِي مَنْ أَوْلَى بِالزَّلَلِ وَالتَّقْصِيرِ مِنِّي، وَقَدْ خَلَقْتَنِي ضَعِيفًا، وَمَنْ أَوْلَى بِالْعَفْوِ عَنِّي مِنْكَ، وَعِلْمُكَ فِيَّ سَابِقٌ، وَقَضَاؤُكَ بِي مُحِيطٌ، أَطَعْتُكَ بِإِذْنِكَ وَالْمِنَّةُ لَكَ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ وَالْحُجَّةُ لَكَ، فَأَسْأَلُكَ بِوُجُوبِ حُجَّتِكَ عَلَيَّ، وَانْقِطَاعِ حُجَّتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ، وَغِنَاكَ عَنِّي, إِلاَّ مَا غَفَرْتَ لِي, قَالَ سُفْيَانُ: فَفَرِحْتُ فَرَحًا مَا أَعْلَمُ مَتَى فَرِحْتُ مِثْلَهُ حِينَ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ.
89 - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: [سمعت قتادة يقول]: إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ.
90 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الأَسَدِ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خِطْمَهُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنِسَ, وَإِنْ نَسِيَ اللَّهَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ.
الصفحة 183
630