كتاب التوبة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

152 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ آدَمَ, لَعَلَّكَ قَدْ عَمِلْتَ عَمَلاً مُقِتَّ فِيهِ, فَأَنْتَ تَعْمَلُ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.
153 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا صُحَارٌ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ مُخْتَفِيًا فِي دَارِهِ، فَانْتَبَهَ أَبُو خَلِيفَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ, وَالْحَسَنَ يَبْكِي: فَقَالَ لَهُ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: ذَنْبٌ لِي ذَكَرْتُهُ فَبَكَيْتُ.
154 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ السَّلُولِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَلْعَنِينِ قَدْ لَهَجَ بِالْبُكَاءِ, فَكَانَ لاَ يَكَادُ نَرَاهُ إِلاَّ بَاكِيًا, قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يَوْمًا, فَقَالَ: مِمَّ تَبْكِي رَحِمَكَ اللَّهُ هَذَا الْبُكَاءُ الطَّوِيلُ؟.
قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ:
بَكَيْتُ عَلَى الذُّنُوبِ لِعِظَمِ جُرْمِي ... وَحَقَّ لِكُلِّ مَنْ يَعْصِي الْبُكَاءُ
فَلَوْ كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدُّ هَمِّي ... لَأَسْعَدَتِ الدُّمُوعَ مَعًا دِمَاءُ.
قَالَ: ثُمَّ بَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ, فَقَامَ عَنْهُ الرَّجُلُ وَتَرَكَهُ.
155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ: أَنَّ فِتْيَةً مِنَ الْحُكَمَاءِ تَدَاعَوْا, فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَتْرُكْ كُلَّ لَذَّةٍ قَبْلَ أَنْ نُدْرِكَ الْكِبَرَ، فَتَسْتَرْخِي الْمَفَاصِلُ الَّتِي كَانَتْ قَوِيَّةً عَلَى الشَّهَوَاتِ.
156 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسِكُمْ، أَيْنَمَا كُنْتُمْ, فَإِنَّكُمْ مَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ.

الصفحة 199